الاهتمام الفرنسي بلبنان ليس وليد اللحظة بطبيعة الحال، إنما نتاج علاقات طويلة بين البلدين، ترتفع وتيرتها وتنخفض وفقا لأهواء ومصالح الحكام الفرنسيين بصفتهم الطرف الأقوى والأكثر قدرة على تحديد بوصلة العلاقة.

أسفر الانفجار الذي لا يزال تاركا أثرا كبيرا في نفوس اللبنانيين، عن مقتل 215 شخصا وإصابة 6500 آخرين، فضلا عن أضرار بقرابة 50 ألف وحدة سكنية، وقُدرت خسائره المادية بنحو 15 مليار دولار.

جرائم القتل التي تقع على خلفية عدم ترسيم الأراضي العقارية في لبنان منذ ثلاثينيات القرن العشرين، من أبرز القضايا التي يخشى الشارع أن تكرارها قد يقود إلى إحداث "فتنة طائفية جديدة" في هذا البلد الذي عانى من الحرب الأهلية سابقا.

قال موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي إن صندوق النقد الدولي عرض المساعدة على لبنان، بشرط إجراء إصلاحات حكومية، غير أن تلك الإصلاحات لا يمكن تنفيذها بالكامل إلا بعد انتخاب رئيس جديد، وهو ما يبدو أن ساسة البلاد غير مبالين به.

زاد الأمور ضبابية، مواصلة عون الدفع باتجاه الفراغ السياسي في البلاد مع انتهاء عهدته الرئاسية، بإصدار مرسوم بحل الحكومة المؤقتة ليصبح لبنان بلا رئيس أو حكومة، ما أشاع أجواء من الغموض حول مستقبل البلاد وتعميق أزماتها.